للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(١) .

فإذا كان هذا توجيه الله عز وجل لنا فالواجب علينا أن نأخذ بهذا التوجيه، وأن نجتمع على بساط البحث، وأن يناقش بعضنا بعضا على سبيل الإصلاح لا على سبيل الانتقاد أو الانتقام، فإن أي إنسان يجادل غيره ويحاج بقصد الانتصار لرأيه واحتقار رأي غيره أو لقصد الانتقاد دون الإصلاح، فإن الغالب أن يخرجوا على وجه لا يرضي الله ورسوله، فالواجب علينا في مثل هذا الأمر أن نكون أمة واحدة. وأنا لا أقول أنه لا يخطئ أحد، كل يخطئ ويصيب، ولكن الكلام في الطريق إلى إصلاح هذا الخطأ، ليس الطريق إلى إصلاح الخطأ أن أتكلم في غيبته وأقدح فيه، ولكن الطريق إلى إصلاحه أن أجتمع به وأناقشه، فإذا تبين بعد ذلك أن الرجل مصر على عناده وعلى ما هو عليه من باطل فحينئذ لي العذر ولي الحق، بل يجب علي أن أبين خطأه وأن أحذر الناس من خطئه وبهذا تصلح الأمور، وأما التفرق والتحزب فإن هذا لا تقر به عين أحد إلا من كان عدوا للإسلام والمسلمين (٢) . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


(١) سورة الشورى، الآية ١٣.
(٢) زاد الداعية إلى الله، مصدر سابق، ص ٢٦ - ص ٢٩.

<<  <   >  >>