للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لما كانت في الأبدان والأموال والأقوال، فذكر من أفعال الأبدان أعلاها وهو: الصلاة والصوم، وذكر من حقوق الأموال أعلاها، وهي الصدقة، ومن الأقوال أعلاها وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (١) .

وقد بين الإمام النووي رحمه الله تعالى أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يقول رحمه الله: " واعلم أن هذا الباب - أعني باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - قد ضيع أكثره من أزمان متطاولة، ولم يبق منه في هذه الأزمان إلا رسوم قليلة جدا وهو باب عظيم به قوام الأمر وملاكه، وإذا كثر الخبث عم العقاب الصالح والطالح، وإذا لم يأخذوا على يد الظالم أوشك أن يعمهم الله تعالى بعقابه، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم، فينبغي لطالب الآخرة والساعي في تحصيل رضا الله عز وجل أن يعتني بهذا الباب، فإن نفعه عظيم " (٢) .

ويقول أبو بكر بن العربي: " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل في الدين وعمدة من عمد المسلمين، وهو فرض على جميع الناس مثنى وفرادى بشرط القدرة عليه " (٣) .


(١) المصدر السابق، ص ٢٨.
(٢) شرح النووي، على صحيح مسلم، جـ ٢، ص ٢٤.
(٣) الإمام أبو بكر بن العربي المالكي، عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي، جـ٢، دار العلم للجميع، ص ١٢.

<<  <   >  >>