للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيل: وعظ من لا يعيرك سمعه ولا يشحذ وعظك طبعه كمن وضع مائدة لأهل القبور، ورام بخرقة تليين الصخور.

وقيل: من استثقل سماع الحق فهو للعمل به أكثر استثقالا.

وقد يكون من البصيرة أيضًا ترك من لا يتعظ بالموعظة ممن أشربت قلوبهم حب المعصية، وذلك خشية أن يتجاوز في بغية إلى مفاسد عظيمة كسب الدين، أو الإساءة للشريعة.

وقد قيل: لا ينجح الوعظ في القلوب القاسية كما لا يزكو البذر في الأرض الجاسية.

[الصورة الرابعة اللين في الموعظة]

٤ - الصورة الرابعة: اللين في الموعظة: فمن حسن الموعظة أن يستخدم الداعية في وعظه اللين في مكانه والشدة في مكانها؛ فالقاعدة العامة هي استعمال الرفق واللين مع المدعوين، وقد تضافرت نصوص الكتاب والسنة في الأمر بلين القول، وحسن الخلق، والترفق مع الغير.

قال تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: ٨٣] (١) .

وقال تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا} [طه: ٤٤] (٢) .

قال تعالى: {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: ٢٣] (٣) .

قال تعالى: {فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا} [الإسراء: ٢٨] (٤) .

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا» (٥) .


(١) البقرة: ٨٣.
(٢) طه: ٤٤.
(٣) الإسراء: ٢٣.
(٤) الإسراء: ٢٨.
(٥) أخرجه: البخاري (١ / ١٦٣) ، واللفظ له، ومسلم (١٢ / ٤٢) .

<<  <   >  >>