للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأن يكون بارا بوالديه، وبرهما خفض الجناح، ولين الكلام، وألا ينظر إليهما إلا بعين المحبة والإجلال والتقدير، ولا يعلو عليهما في مقال ولا حال؛ إلا أن يريد إسماعهما، ويبسط أيديهما في نعمته، ولا يستأثر عليهما في مطعمه ولا مشربه، ولا يتقدم أباه إذا مشى معه، ولا يتقدمه في القول في مجلسه، ويتوقى سخطهما بجهده، ويسعى في مسرتهما بمبلغ طاقته، وإدخال الفرح عليهما من أفضل أعمال البر.

وعليه أن يمتثل الآداب الشرعية والأخلاق الإسلامية من إفشاء السلام، وإطعام الطعام، وعيادة المريض، وشهود الجنازة، وأن يدل على الخير، ويرشد إليه، وأن يتعاهد النصح للناس، وأن ييسر ولا يعسر، وعليه أن يعتزل شرور الناس، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، وأن يحسن الظن، ولا يتجسس، ولا يغتاب، ولا ينم، ولا يكذب، ولا يظلم، ولا يبهت، ولا يسخر من أحد، ويجتنب قول الزور، ولا يغش، ولا يخدع، ولا يغدر، ولا يخلف في الوعد، وليحذر من الجدال والمراء والمزاح الذي فيه كذب، أو أذية لأحد، وعليه أن يتواضع ولا يتكبر، ويحلم ويعفو، ولا يظلم ويحمق، وأن يجل الكبير، ويعطف على الصغير، ويسعى بالصلح بين المسلمين، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويتجنب ما يقدح في المروءة، ولو كان من المباحات.

وعليه أن يتعاهد نظافته ومظهره، فلا يجعل الناس يروا أو يشموا منه ما ينفرهم عنه، ويتعاهد السنة في ذلك من نتف الإبطين، أو حلقهما، ويقص شاربه حتى يبدو الإطار، ويقلم أظفاره، وأن يكون طاهر الفم على الدوام، فيستعمل السواك، أو ما يقوم مقامه، والسواك أفضل؛ لأنه مطهرة للفم، مرضاة للرب.

وعليه أن يتأدب بآداب الإسلام مع الآخرين، فيحسن إلى جيرانه، ويكرم ضيفه، وينصر أخاه ظالما أو مظلوما، وإذا دخل مجلسا فليظهر التواضع الذي عليه المسلم، فيجلس حيث تناهى به المجلس، ولا يفرق بين متصافيين، أو أب وابن، أو أخوين، إلا أن يفسحا له، وإذا أكل أو

<<  <   >  >>