للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(كالسنن الأربع) ، و (مسند الإمام أحمد) ، و (موطأ الإمام مالك) ، و (سنن الدارمي) وغيرها من كتب الحديث المعروفة، كما أوصي بمراجعة كتب أهل العلم المفيدة، مثل: (المنتقى للمجد ابن تيمية) ، و (رياض الصالحين) ، و (بلوغ المرام) ، و (عمدة الحديث) ، و (جامع العلم وفضله لابن عبد البر) ، و (جامع العلوم والحكم للحافظ ابن رجب) ، و (زاد المعاد في هدي خير العباد للعلامة ابن القيم) ، و (إعلام الموقعين) ، و (طريق الهجرتين) ، و (الطرق الحكمية) كلها له أيضا. . . وكذلك ما كتبه أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية في (السياسة الشرعية) ، و (الحسبة في الفتاوى) ، و (منهاج السنة) ، فهو من الأئمة العظماء الذين جربوا هذا الأمر، وبرزوا فيه، ونفع الله به الأمة ونصر به الحق، وأذل به البدع وأهلها، فجزاه الله وإخوانه العلماء عن صبرهم وجهادهم أفضل ما جزى به المحسنين إنه جواد كريم. . . .

فأنا أنصح كل مسلم وكل معلم وكل مرشد أن يعتني بهذه الكتب المفيدة بعد العناية بكتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم. . . ".

فيا لها من وصية عظيمة تكتب بماء الذهب من عالم مجرب وداعية متمرس.

إذا علمنا أن الداعية إلى الله تعالى يجب عليه أن يتسلح بالعلم الشرعي (١) وأن مقدار إصابته الحق تكون بقدر ما يحمله من علم، وأن


(١) إن غالب من يكتب في هذا الشأن يعقدون فصولا عن ثقافة الداعية، ويعنون بهذه الثقافة هي تأهيل الداعية لبناء خلفية معرفية عن الواقع المعاصر - الذي يعايشه - السياسي، والاجتماعي، والنفسي وغير ذلك، ولا يعطون العلم الشرعي المؤصل المبني على الدليل من الكتاب والسنة حقه إلا على سبيل الإشارة، مع أن الذي لا شك فيه أن العلم الشرعي يمثل العمود الفقري للداعية في دعوته؛ لأن به يميز الأمور، ويحافظ على الأصيل، ويستطيع أن يتعامل مع الجديد وفق الضوابط الشرعية والأصول المرعية، ولذلك تجد كثيرا من المعاصرين يغرقون في الجوانب الثقافية المذكورة، وأصبحت قراءة كتب الشرق والغرب من أولى أولوياتهم وأكبر اهتماماتهم، حتى إن بعض من يكتب في مثل هذا تجد استشهاده بنظريات الغرب وذكر أسماء منظريهم أكثر من ذكر النصوص القرآنية والأحاديث النبوية وأقوال أئمة العلم والدين في القديم والحديث، ولذلك فإن الخطاب الدعوي في كثير من الجهات مترهل ومهزوز، فالقريحة ترابية، والفكرة سحابية!! والشعارات تأخذ مساحات كبيرة في ذهن غالب الدعاة أكثر من المبادئ والقواعد والأصول، وبسبب هذا تجد الترحل والتقلب سمة بارزة على هذا اللون من المثقفين، ولذلك لا بد من معرفة أن ثقافة الداعية تكمن في العلم الشرعي المؤصل، ولا يعني هذا بالضرورة إغفال النظر في باقي الفنون والعلوم، لكن لا يسمح تمريرها إلا عن طريق غربلتها عبر الأدلة الشرعية والقواعد والأصول المرعية.

<<  <   >  >>