للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على حمل السنة وتبليغها للناس، وبين ما للداعية إلى السنة من الأجر العظيم، والثواب الجزيل.

فعن زيد بن ثابت رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها» (١) .

حث السلف على التمسك بالسنَّة: وقد وردت آثار كثيرة عن السلف الصالح تحث على الاعتناء بجانب السنة والاهتمام بها، وجعلها من أولويات الطلب والتعليم والدعوة، فمن ذلك (٢) .

قول سفيان الثوري رحمه الله: إنما العلم كله بالآثار.

وقول الأوزاعي رحمه الله: عليك بالأثر وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه بالقول، فإن الأمر ينجلي، وأنت فيه على طريق مستقيم.

وقوله أيضا: إذا بلغك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث، فإياك أن تأخذ بغيره، فإنه كان مبلغا عن الله.

وعن سعيد بن جبير رحمه الله، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم» فقال عروة بن الزبير: نهى أبو بكر وعمر عن المتعة، فقال ابن عباس: أراهم سيهلكون - أو يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء - أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول: نهى أبو بكر وعمر.

ومع هذا الاهتمام الشديد من السلف الصالح - رضوان الله عليهم - فإن هذا الأمر قد يتأكد وجوبه وشدة العناية به على الدعاة إلى الله تعالى


(١) صحيح أخرجه: الترمذي (٤ / ٣٩٣) ، وابن ماجه (١ / ٨٤، ٨٥ و ٢ / ١٠١٥) .
(٢) انظرها في: " جامع بيان العلم وفضله " لابن عبد البر، و " الفقيه والمتفقه "، و " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " للخطيب، و " الآداب الشرعية " لابن مفلح، و " فتح الباري " لابن حجر، شرح كتاب العلم من " الصحيح "، وغيرها كثير.

<<  <   >  >>