للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نوره الذي به أبصر المبصرون، وهداه الذي به اهتدى المهتدون، وشفاؤه التام الذي به دواء كل عليل، وطريقه المستقيم الذي من استقام عليه فقد استقام على سواء السبيل، فهي قرة العيون، وحياة القلوب، ولذة الأرواح، فهي بها الحياة والغذاء، والدواء والنور، والشفاء والعصمة، وكل خير في الوجود، فإنما هو مستفاد منها وحاصل بها، وكل نقص في الوجود فسببه من إضاعتها، ولولا رسوم قد بقيت لخربت الدنيا وطوي العالم، وهي العصمة للناس، وقوام العالم، وبها يمسك الله السماوات والأرض أن تزولا، فإذا أراد الله سبحانه وتعالى خراب الدنيا وطي العالم رفع إليه ما بقي من رسومها، فالشريعة التي بعث الله بها رسوله هي عمود العالم، وقطب الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة " (١) .

فهذه الأمور من المهم للداعية أن يتقنها، وذلك لضمان نجاح دعوته بإذن الله، ولا يعني هذا بالضرورة أن يكون ملما بكل ما سبق، فهذا مما لا يحصل إلا نادرا، بل هناك أشياء يجب وجوبًا عينيا أن يكون محيطا بها، وهناك أشياء هي من مكملات وظيفته تطلب من مظانها.


(١) إعلام الموقعين (٣ / ١٤، ١٥) .

<<  <   >  >>