للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار» (١) .

إن كثيرا من الأسر في زماننا قد فقدت السيطرة على أبنائها، بسبب التفلت، والخروج على التعاليم الشرعية، والآداب والأعراف المرعية، فيحتاج الوالدان في الغالب إلى طرف ثالث يعالج هذا الانحراف لدى الأبناء، وليس هناك أقدر على مثل هذا النوع من الداء من أطباء القلوب، وهم الدعاة إلى الله تعالى، فلا بأس بأن يبادر الداعية إلى الله فيعرض على الوالدين مساعدتهما، أو يلبي طلبهما إذا هما دعواه، أو يطلب منهما إحضار ولدهما، فإن مجرد تلبية رغبتهما فيه كسب عظيم لهما؛ فضلا عن توقع تأثر الولد بكلامه.

وأذكر في هذا المعنى قصة جميلة لتنشيط نفوس الدعاة الذين فترت هممهم في هذا الجانب، وأصبحت الزيارة في باب الدعوة والدعاة خاصة بفئة من الناس يعرفون بتجمع معين، وطريقة خاصة في الدعوة، تقوم على الوعظ والتذكير، وتخلو من العلم والتأصيل، مع أن أسلوب الزيارة منهج نبوي، وطريقة سلفية.

هذه القصة حدث بها إبراهيم بن سليمان الزيات قال: كنا عند سفيان الثوري، فجاءت امرأة فشكت ابنها وقالت: يا أبا عبد الله أجيئُك به تعظه؟ فقال: نعم، جيئي به، فجاءت به، فوعظه سفيان بما شاء الله، فانصرف الفتى، فعادت المرأة بعد ما شاء الله، فقالت: جزاك الله خيرا يا أبا عبد الله، وذكرت بعض ما تحب من أمر ابنها، ثم جاءت بعد حين فقالت: يا أبا عبد الله ابني ما ينام الليل، ويصوم النهار، ولا يأكل ولا


(١) أخرجه: البخاري (٣ / ٢١٩) .

<<  <   >  >>