للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يشرب فقال: ويحك مم ذاك؟ قالت: يطلب الحديث، فقال: احتسبيه عند الله (١) .

وزيارة الوجهاء وزعماء القبائل وكبار العوائل من أشد الأساليب تأثيرًا في نفوسهم، فإن أتباع هؤلاء لهم من المحبة في قلوبهم الشيء الذي ينبغي أن يستثمره الداعية في إيصال دعوته، كما فعله سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وكانا أشياخ قومهما، فقد دعا كل منهما قبيلته، فدخلوا جميعا في الإسلام في ليلة واحدة.

وقد جرب كثير من الدعاة في وقتنا معالجة بعض المخالفات الاجتماعية عن طريق زيارة مشايخ القبائل، وكبار الأسر، فكان لتلك الزيارات من التأثير السريع والنتيجة العجيبة الشيء الذي ينبغي استثماره والتأكيد عليه.

والناظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يجد شيئا كثيرا من هذا.

[الإعانة المالية]

٥ - الإعانة المالية: الداعية إلى الله تعالى كالطبيب الماهر، يشخص المرض، ثم يعطي العلاج المناسب، فإذا علم الداعية إلى الله تعالى أن المدعو لا يرسخ الإيمان في قلبه إلا بالمال، فعليه أن يسارع إلى إعطائه، أو يسعى له عند من يعطيه إن لم يكن قادرا، وذلك لأجل تثبيته على الإسلام والإيمان.

وهذا منهج نبوي، فلقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وكان الأعرابي يرجع منه إلى قومه ويقول لهم: أيها الناس، أسلموا، فوالله إني جئتكم من رجل يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، فتسلم القبيلة بأسرها.

ولقد كان عليه الصلاة والسلام يتألف قلوب الضعفاء بالمال خشية أن يكبوا في النار، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال


(١) حلية الأولياء لأبي نعيم (٧ / ٦٥) .

<<  <   >  >>