للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأفضل شُعَب الإيمان التوحيد، وهو الأصل والأساس، وباقي الأعمال فروع وثمرات لا تصح إلا بعد صحته (١) يدل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: «الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. .» الحديث (٢) فصحة التوحيد شرط في قبول تلك العبادات، بل إن تلك الأعمال لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة، فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت كالحدث إذا دخل في الطهارة (٣) قال تعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ} [التوبة: ١٧] (٤) وقال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: ٢٣] (٥) ففي هذه الآية إشارة إلى أن سبب بطلان العمل الكفر (٦) والعمل الذي يقبله الله هو ما يصدر من الموحِّدين (٧) ومما سبق


(١) انظر: النووي، صحيح مسلم، شرح النووي، ٢ / ٤، وانظر: السعدي، بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار ص ١٩٩، ٢٠٠.
(٢) مسلم، صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها، وفضيلة الحياء، وكونه من الإيمان (ك١ ح ٣٥) (١ / ٦٣) .
(٣) الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، الدرر السنية في الأجوبة النجدية ٢ / ١٧.
(٤) سورة التوبة، الآية: ١٧.
(٥) سورة الفرقان، الآية: ٢٣.
(٦) انظر: القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ١٣ / ٢٢.
(٧) انظر السعدي تيسير الكريم الرحمن، ٥ / ٤٧٢.

<<  <   >  >>