للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البخاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف» والمعازف هي آلات اللهو فذمهم النبي -صلى الله عليه وسلم- على استحلالها وقرن ذلك باستحلال الحر وهي الفروج يعني استحلال الزنا وباستحلال الحرير والخمر وردت أحاديث أخرى كثيرة في السنن والمسند تدل على التحريم والوعيد لمن استحل ذلك أو أصر عليه ولولا خوف الإطالة لذكرناها مع أن المؤمن يكفيه دليل واحد صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: ٣٦] قال ابن القيم رحمه الله: حكى أبو عمرو بن الصلاح الإجماع من أهل العلم على تحريم السماع الذي جمع الدف والشبابة وهما آلتان من آلات اللهو فيا من شك في تحريمه هذه أدلة التحريم ويا من عرف الحق وضعفت عزيمته حتى اجترفته التيارات ارجع إلى نفسك فحاسبها واقنعها بالرجوع عن الإصرار عليه واستعن بالله على ذلك واعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه وأن من أصر على المعصية مع علمه بها فلا عذر له ويوشك أن يزيغ قلبه ويطبع عليه فيلتبس عليه الحق ويخسر دينه ودنياه ولا تغتر أيها العاقل المؤمن بعمل الناس ولكن اعرض أعمالهم على كتاب ربك وسنة نبيك -صلى الله عليه وسلم- فإن وجدت فيهما تحريم ذلك فاجتنبه فإن الحساب غدا على ما في الكتاب والسنة لا على عمل الناس.

ولا تطلق لنفسك العنان في الترفيه فتقع في المحظور والحرام فإن الترفيه نوعان نوع مباح بريء من الإثم لا يمنع الإنسان منه وهو ما أحله الله ورسوله من المتنزهات والنظر في جمال المخلوقات من الأنهار والأشجار والجبال ونحوها ومن المسابقة على الأقدام وغيرها والسباحة ونحوها مما هو حلال نافع في الدين وفي الدنيا فهذا لا بأس والنوع الثاني ترفيه بريء من الأجر مليء من الوزر فهذا يمنع الإنسان منه ومنعه منه عين المصلحة ألا ترى الطبيب يمنع المريض من الطعام الذي يشتهيه حيث يضره لوقايته من الضرر وجلب ما ينفعه وذلك مثل الترفيه بما حرم الله فهذا ممنوع منه لما فيه من الإثم والفساد.

وفقني الله وإياكم لفعل مراضيه وجنبنا أسباب سخطه ومعاصيه وأرانا الحق حقا ورزقنا اتباعه وأررانا الباطل باطلا ورزقنا اجتنابه إنه جواد كريم رؤوف رحيم.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. . الخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>