للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سماء سماء وفي كل سماء يسلم على نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وقد تواتر ذلك بين المسلمين وأجمعوا عليه. فمن أنكر شيئا منها أو شك فيه فهو كافر لأنه مكذب لله ولرسوله وإجماع المؤمنين: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: ١١٥] وإنما قررنا هذا ونبهنا عليه لأنه يوجد من زنادقة الفلكيين وملحديهم من ينكر أن تكون السماوات أجراما محسوسة فيخشى أن يروج هذا الباطل على من لا علم له بالكتاب والسنة وجميع الأقاويل التي يتكلم به الفلكيون في هذه الأمور لا تعتقد حتى تعرض على كتاب الله وسنة رسوله فإن وجد فيها ما يدل عليها فهي حق مقبولة وإن وجد في الكتاب والسنة ما يكذبها فهي باطل مردودة وإن كان الكتاب والسنة ليس فيهما ما يدل على تلك الأقاويل لا نفيا ولا إثباتا وجب التوقف فيها حتى يقوم دليل علمي أو عقلي على صحتها وإنما قلنا بوجوب التوقف فيها حتى يقوم الدليل عليها لأننا لا يمكن أن نأخذ أقوالهم مسلمة مع أنهم يختلفون فيما بينهم أحيانا لأنها قد تكون خطأ وقد تكون صوابا وهذه السماوات لا يمكن لأحد أن يخترقها أو يجاوزها لا بقوة صناعة ولا غيرها إلا بإذن الله فلقد عرج بأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم بصحبة جبريل صلى الله عليه وسلم الذي وصفه الله تعالى بالقوة العظيمة والمكانة الجليلة فكانا لا يأتيان سماء من السماوات إلا كانا يستفتحان حتى يفتح لهما.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>