للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ - وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ - وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم: ٣٢ - ٣٤] ولقد بلغ من عناية الله بكم أن سخر لكم ملائكته: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ - رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ - وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [غافر: ٧ - ٩] ووكل بني آدم كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون لكل واحد ملكان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد إن عمل حسنة كتبوها عشرا وإن عمل سيئة كتبوها واحدة وإن هم بحسنة كتبوها حسنة وسخر الله الملائكة الكرام لمصالح بني آدم فجبريل ينزل بالوحي الذي فيه حياة القلوب وسعادة الأمم وميكائيل موكل بالقطر والنبات الذي هو حياة الأرض ومادة غذاء الأبدان وإسرافيل موكل بالصور ينفخ فيه فيقوم الناس أحياء من الأجداث إلى ربهم ينسلون.

ومن الملائكة من وكلهم الله بحفظ بني آدم وهم المذكورون في قوله تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد: ١١] وقال -صلى الله عليه وسلم- «الملائكة يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار» وقال «إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاؤا يستمعون الذكر» وكل هذا من عناية الله ببني آدم ومن عنايته بكم أنه إذا مات العبد قبضت الملائكة روحه بأمانة تامة وهم لا يفرطون ثم إذا كان يوم القيامة تلقت الملائكة المؤمنين بالبشارة هذا يومكم الذي كنتم توعدون فإذا أدخلوا الجنة دخلت عليهم الملائكة من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.

فيا عباد الله اشكروا نعمة الله عليكم وما سخر لكم في السماوات والأرض وقوموا بعبادته حبا وتعظيما واستعانة فله الفضل والإحسان أولا وآخرا والحمد لله رب العالمين.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. . الخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>