للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ازدادت سواء قد يقترن بها اعتقاد أنها صلة ورابطة بين الزوج وزوجته، وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله أن ذلك سبب يوجب المحبة والصلة، وليس في معلومنا أنها سبب طبيعي للصلة والمحبة، فإذا انتفى السببان الشرعي والطبيعي لم يبق لجعلها سببا سوى الوهم والخيال الذي لا ينبغي للعاقل فضلا عن المؤمن أن يبني تصرفه، وعمله عليهما، وكم من شخص لبس اسم زوجته ولبست اسمه، وانفصمت عرى المحبة والصلة بينهما، وكم من أشخاص لا يعرفون هذه العادات، أو عرفوها، وحكموا عقولهم، فلم يفعلوها، وكانت المحبة والصلة بينهم وبين زوجاتهم على أعلى ما يكون.

فاتقوا الله عباد الله، وترسموا هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه، فإن هديهم خير هدي، وطريقتهم أكمل طريقة، وإياكم وهذه التقاليد العمى التي لا خير فيها فليس كل جديد مقبولا ولا كل قديم مرفوضا وإنما العدل قبول الحق كيفما كان.

وبعد، فإننا لنأسف كل الأسف أن يأخذ أقوام من هذه الأمة المسلمة بكل ما ورد عليهم من عادات وتقاليد وشعارات من غير أن يتأنوا فيها، وينظروا إليها بنظر الشرع والعقل ينظروا فيها هل تخالف شريعة الله أم لا. إذا كانت تخالف شريعة الله رفضوها، واجتنبوها كما يرفض الجسم السليم جرثومة المرض، ثم نصحوا من كان متلبسا من إخوانهم المسلمين الذين وردوا بها، ونقلوها إلى مجتمعاتهم بدون تأمل أو نظر. فهذه حقيقة المؤمن أن يكون قوي الشخصية نافذ العزيمة بصير التكفير صالحا مصلحا، وإذا كانت هذه العادات والتقاليد والشعارات الواردة إلينا لا تخالف الشريعة، فلينظر إليها بنظر العقل. فلننظر ما نتيجتها في الحاضر أو المستقبل القريب أو البعيد، فإنها قد لا يكون له تأثير ملموس في الحاضر لكن لها تأثير مرتقب في المستقبل، ومتى سرنا بهذا الاتجاه، وعلى هذا الخط فمعنى ذلك أننا نسير على بصيرة وفي اتجاه سليم موفق بإذن الله.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>