للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس ويقعون في أعراضهم» وقال عليه الصلاة والسلام «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته يعني ولو كان في بيته» .

أيها المسلمون إن كثيرًا من أهل الغِيبة إذا نُصِحوا قالوا نحن لا نكذب عليه هو يعمل كذا ولقد «قيل للنبي صلى الله عليه وسلم أرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتَّه» فبيَّن لأمته صلى الله عليه وسلم أن الغِيبة أن تعيب أخاك بما فيه أما إذا غبته بما ليس فيه فإن ذلك جامع لمفدستين البهتان والغِيبة. ولقد نص الإمام أحمد بن حنبل وفقهاء مذهبه على أن الغِيبة من كبائر الذنوب فاحذر أيها المسلم منها واشتغل بعيبك عن عيب غيرك وفتش نفسك هل أنت سالم فربما تعيب الناس وأنت أكثرهم عيبًا وإن كنت صادقًا في قولك مخلصًا في نصحك فوجدت في أخيك عيبًا فإن الواجب عليك أن تتصل به وتناصحه. هذا هو مقتضى الإخوة الإيمانية والطريقة الإسلامية.

أما الداء الثاني الذي انتشر بين بعض الناس فهو داء النميمة وهي أن ينقل الكلام بين الناس فيذهب إلى الشخص ويقول قال فيك فلان كذا وكذا لقصد الإفساد وإلقاء العداوة والبغضاء بين المسلمين وهذه هي النميمة التي هي من كبائر الذنوب ومن أسباب عذاب القبر وعذاب النار قال النبي صلى الله عليه وسلم «لا يدخل الجنة نَمَّام» «ومر بقبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أي في أمر شاق تركه عليهما أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة» . أيها المسلمون إن الواجب على من نقل إليه أحد أن فلان يقول فيه كذا أن ينكر عليه وينهاه عن ذلك وليحذر منه فإن من نقل إليك كلام الناس فيك نقل عنك ما لم تقله قال الله تعالى {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ - هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} [القلم: ١٠ - ١١]

وفقني الله وإياكم لمحاسن الأخلاق وصالح الأعمال وجَنَّبَنا مساوئ الأخلاق ومنكرات الأعمال وهدانا صراطه المستقيم إنه جواد كريم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>