للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوزاري وفاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء ثم قال إن ذلك ليوم عظيم يحتاج الناس أن تحمل عنهم من أوزارهم» ويومئذ تتطاير صحائف الأعمال: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ - فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا - وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا - وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ - فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا - وَيَصْلَى سَعِيرًا - إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا - إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ} [الانشقاق: ٧ - ١٤] أي ظن أنه لا يبعث، هناك تبيض وجوه المؤمنين وتسود وجوه الكفار المعتدين هناك تحدث الأرض أخبارها أتدرون ما أخبارها إنها تشهد على كل أحد بما عمل على ظهرها تقول عمل كذا وكذا. إخواني كلنا ولله الحمد يؤمن بيوم الحساب وما عندنا فيه من شك ولا ارتياب غير أننا في غفلة ساهون وعن الاستعداد له معرضون وفي دنيانا الدنيئة ولذائذنا منغمسون ولاهون إننا لنعمل لها كأننا نعمر فيها وإننا لنفرط بأعمال وأوقات لا يمكننا تلافيها فاتقوا الله أيها المسلمون وابتدروا الأعمال الصالحة ففي ذلك فليتنافس المتنافسون فما بعد الشباب إن قدر للإنسان البقاء إلا الهرم وحينذاك يقرب الموت ويستولي الهم والحزن والندم.

وفقني الله وإياكم لاغتنام الفرص والأوقات وجعل أعمالنا مقرونة بالتسديد والإخلاص وغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين يوم الأخذ بالنواصي إنه سميع مجيب رحيم قريب.

<<  <  ج: ص:  >  >>