للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[خطبة الجزاء من جنس العمل]

٤٩ - خطبة الجزاء من جنس العمل الحمد لله الذي من حكمته جعل الجزاء من جنس الأعمال، وأرى العباد من ذلك نموذجا ليحدوهم به إلى أكمل الخصال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الكرم والجلال، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي فاق الخلق في كل كمال، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه خير صحب وأشرف آل.

أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله، واعلموا أن الله بحكمته قضى أن الجزاء من جنس العمل في الخير والشر ليعرف العباد أنه حليم عليم رؤوف رحيم، وليرغبوا في الخير ويحذروا من أسباب العذاب الأليم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» ، إن الله طيب لا يقبل من الأعمال والأقوال والنفقات إلا طيبا، إن الله طيب نظيف يحب النظافة، جواد يحب الجود، كريم يحب الكرم، وما نقصت صدقة من مال بل تزيده، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد إلا رفعه الله، ومن أحسن إلى

<<  <   >  >>