للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلا بالنية، ولا تكمل عباداته كلها وينمو ثوابها إلا بكمال الإخلاص وصحة الطوية، والنية بها تميز فروض العبادات من نفلها، وبإخلاصها لله، يعظم أجرها، ويفوز العامل بفضلها. أيها الناس: وطنوا نفوسكم على الاحتساب في كل شيء وإرادة وجه الله، ومرنوها على محبة الخير للمسلمين والنصح لعباد الله، فإن الله لا ينظر إلى صوركم الظاهرة وأعمالكم، وإنما ينظر إلى بواطن قلوبكم، وما اشتملت عليه من أحوالكم، وعودوا أنفسكم الإخلاص في كل ما تأتون وما تذرون، واحتساب الأجر فيما تسرون وما تعلنون، ليكون الإخلاص لكم قرينا، وارتقاب الثواب على الخير لكم عوينا، فمن كان مشتغلا بتجارة، أو صناعة، أو حرفة، أو فلاحة، أو غيرها من الأعمال، فلينو بذلك القيام بواجب النفس والأهل والعيال، فإن ذلك جهاد واشتغال بالواجب؛ وهو من أفضل الأعمال، وإذا أطعم أحدكم أهله أو من يمونه فليقصد بذلك وجه الله، فإنه إذا رفع اللقمة إلى في امرأته أو ولده أو كساهم محتسبا كان له رفعة وثوابا عند الله. ومن أكل أو شرب أو نام أو استراح، ينوي بذلك التقوي على الطاعة فهو في عبادة، ومن طلب العلم يبتغي به وجه الله ونفع نفسه والمسلمين فهو في جهاد ورفعة وزيادة، ومن عجز عن فعل الخير

<<  <   >  >>