للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والجنايات، كيف ترجون حصول الغيث وأنتم مقيمون على الغش والخيانات، وقد برئ صلى الله عليه وسلم من أهل الكذب والغش في كل المعاملات، أما سمعتم أن بخس المكاييل والموازين وبخس الناس أشياءهم أهلك الله به أهل مدين بالعذاب في الدنيا قبل الآخرة، وأن من لم يتب منها فعاقبته أفظع العواقب وقد باء بالصفقة الخاسرة، فوالله إن الحرام والغش ليستدرج صاحبه ثم يمحق محقا، وأن المكاسب الخبيثة مع إثم صاحبها لتنزع منها البركة حقا وصدقا، وأن المكاسب الطيبة ليصلح الله بها الأحوال، والورع عن الحرام خير لصاحبه في الحال والمآل، أما ترون الله يستعتبكم ويخوفكم بما يريكم من الآيات والشدة والنكال، ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ويصرفها عمن يشاء وهو شديد المحال؟! أما ترون الله يصرف عنكم أمورا وشرورا قد انعقدت أسبابها بما كسبت أيدي العباد لتتوبوا إليه وترجعوا عن الشر والفساد؟! أما علمتم أن المعاصي تخرب الديار العامرة، وتسلب النعم الباطنة والظاهرة؟! فكم لها من العقوبات والعواقب الوخيمة، وكم لها من الآثار والأوصاف الذميمة، وكم أزالت من نعمة، وأحلت من محنة ونقمة، فاتقوا الله عباد الله واحذروه، واعلموا أنكم لا بد أن تلاقوه، فيحاسبكم وينبئكم بما قدمتموه وأخرتموه. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

<<  <   >  >>