للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وينصرفون عن طلابِ العلم الذين هم دونهم.

أقول: هذا أمرٌ طبيعيٌّ.

ودَوْرُ طلابِ العلمِ الذين حضروا بعضَ المتونِ الصغيرةِ وعندهم ملكةٌ في التوحيد أو في السيرةِ، أن يرتحلوا إلى بلدٍ أخرى، ويقيموا دورةً علميةً في أفريقيا أو إندونيسيا، ويبذلوا فيها المالَ والعلمَ في العقيدة مع تقوى الله - جلَّ وعلا - فيما يقولون.

وأعظمُ العلمِ في بلدٍ انتشرتْ فيه البدعُ والشركياتُ هو ما جاءت به الرسلُ - عليهم الصلاة والسلام - ودعتْ إليه، وهو توحيدُ الله - جلَّ وعلا - الذي هو حقُّ اللهِ على العبادِ.

فهذا أعظمُ ما تورّثه وتبقيه في أيِّ مكان.

ثم تُعَلِّمُهُمْ كلامَ الله - جلَّ وعلا - وتُعَلِّمُهُمْ السنةَ؛ لأنها هي التي تبقى، والقبول لها. وتُعَلِّمُهُمْ " الأربعينَ النوويةَ "، أو ما أشبه ذلك.

ولا تعبأْ بنقدِ علماءِ تلك البلادِ وإنكارهِم عليك، فهم يتخيَّلونَ ما يَتَخَيَّلُونَ بوسوسةِ الشيطانِ، وعداوةِ الشيطانِ لأوليائه الصالحين. لهذا أعظمُ ما تجاهدُ به أعداءَ الله - جلَّ وعلا - والشيطانَ نشرُ العلمِ، فانْشُرْهُ في كلِّ مكانٍ بحسبِ ما تستطيعُ، واتّقِ الله - جلَّ وعلا - في ذلك. {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: ١١٤] (١) .


(١) (١) طه: ١١٤.

<<  <   >  >>