للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحقيقة أن انتشار هذه البدع في الدين لم يكن قاصرا على أقاليم الدولة العثمانية فحسب، بل شملت المناطق الإسلامية الأخرى، فبجانب بدعة إقامة القباب على قبور الأولياء والتبرك فيها تنتشر في تلك المناطق الإسلامية الطرق الصوفية ببدعها المختلفة، ففي المغرب الإسلامي وغرب أفريقيا تنتشر بين القبائل الإسلامية هناك الطريقة التيجانية (١) وفي مسلمي التركستان المجاورة لروسيا انتشرت بينهم الطريقة النقشبندية، أما مسلمو الهند وأندونيسيا فانتشرت فيهما طرق صوفية متعددة أهمها النقشبندية والششينية وغيرها (٢) .

ونختم حديثنا في هذا الصدد بهذا التصوير عن حالة العالم الإسلامي الدينية في تلك الفترة للعالم الأمريكي (لوثروب ستودارد) حيث قال: " وأما الدين فقد غشيته غاشية سوداء، فألبست الوحدانية التي علمها صاحب الرسالة الناس سجفا من الخرافات وقشور الصوفية، وخلت المساجد من أرباب الصلوات وكثر عديد الأدعياء الجهلاء. . يوهمون الناس بالباطل والشبهات , ويرغبونهم في الحج إلى قبور الأولياء، ويزينون للناس التماس الشفاعة من دفناء القبور ". . إلى أن قال: " وعلى الجملة فقد بدل المسلمون غير المسلمين , وهبطوا مهبطا بعيد القرار، فلو عاد صاحب الرسالة إلى الأرض في ذلك العصر ورأى ما كان يدهي الإسلام لغضب وأطلق اللعنة على من استحقها من المسلمين، كما يلعن المرتدون وعبدة الأوثان " (٣) .


(١) عبد الفتاح عبد الصمد منصور: محاضرات في تاريخ العالم الإسلامي المعاصر ص ٣٧، العام الجامعي ٩٣ - ١٣٩٤ هـ.

(٢) محمد كمال جمعة: مرجع سابق ٢٣-٢٥.
(٣) لوثروب ستودارد: المرجع السابق ج١ ص ٢٥٩ و ٢٦٠.

<<  <   >  >>