للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعمى، فزعموا أنه يأتي من الخرج إلى الدرعية بدون قائد، وذلك لتحصيل ما تجمع له من النذور والخراج، ويذكر ابن غنام أن الحكام في المنطقة خافوه وهاب الناس أعوانه وحاشيته (١) .

هذه هي حالة الحاضرة في بلاد نجد. أما البادية فلم تكن أسعد منها إن لم تكن أسوأ حالا، وذلك أن طبيعة الحياة الصحراوية بجفائها ورهبتها وتفرق سكانها، بالإضافة إلى انتشار الأمية بينهم، وعدم قيام دولة ذات سلطان تحمل الناس على الحق، كل هذه العوامل جعلت من البادية مرتعا خصبا لأنواع الشرك والبدع والخرافات (٢) . وإذا كانت المصادر التاريخية التي بين أيدينا قد أهملت الحديث عن حالة البادية، فقد أشار ابن بشر في تاريخه إلى وجود أنواع شركية فيها، كالذبح لغير الله طلبا للشفاء من بعض الأمراض عند بعض القبائل (٣) بالإضافة إلى عبادة الأشجار والأحجار التي أشار إليها الشاعر العامي (راشد الخلاوي) بقوله:

فإن سلت قومي يا منيع فلا تسل ... أحجار وأشجار يعبدون خايبه (٤) .

ومهما يكن من شيء فإنه كلما مرت الأعوام والأيام ازدادت الحالة سوءا في الحاضرة والبادية، حتى أذن الله بانبلاج فجر جديد حين قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - بدعوته المباركة على حين فترة من دعاء المصلحين فأشرقت الجزيرة العربية بنور هذه الدعوة وتبدلت فيها مظاهر الحياة كلها.


(١) المصدر السابق ص ١٢.
(٢) عبد الله يوسف الشبل: المرجع السابق ص ٢٩.
(٣) عثمان بن بشر: المرجع السابق ج١ ص ١٩ و ٢٠.
(٤) عبد الله بن خميس: راشد الخلاوي ص ٢٣٧ و ٢٣٨ نشر دار اليمامة بالرياض عام ١٣٩٢ هـ ١٩٧٢ م.

<<  <   >  >>