للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد أنكر الشيخ على مخالفيه اهتمامهم بكتب أخرى أكثر من اهتمامهم بكتاب الله مثل كتابي (روض الرياحين) و (دلائل الخيرات) ، حتى جهلوا الاستدلال بالقرآن وآياته (١) لذلك أمر الشيخ أتباعه بألا يكون في قلوبهم أجلّ من كتاب الله تعالى، كما أن علماء الدعوة كثيرا ما يطلبون من مخالفيهم الإتيان بدليل من القرآن أو السنة تؤيد آراءهم التي ناوؤوا بها الدعوة (٢) .

[ثانيا السنة النبوية]

ثانيا: السنة النبوية: هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، وكما اهتم الشيخ محمد بن عبد الوهاب منذ صغره بدراسة القرآن الكريم وحفظه , فقد اهتم الشيخ أيضا بدراسة الحديث النبوي، وبخاصة على علماء البلدان التي زارها أثناء رحلاته المشهورة - كما مر - وفي مؤلفات الشيخ وأتباعه من علماء الدعوة لا يكادون يذكرون آيات القرآن الكريم إلا ويقرنونها بأشياء من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي كتاب (أصول الإيمان) يعقد الشيخ فصلا بعنوان " تحريضه صلى الله عليه وسلم على لزوم السنة " ويظهر اهتمام الشيخ بالسنة النبوية في دعوته بقيامه باختصار (فتح الباري في شرح صحيح البخاري) لابن حجر، و (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لابن هشام) ليسهل على أتباعه الرجوع إليها (٣) ويقرر علماء الدعوة ما قاله الإمام مالك بأن كل شيء يؤخذ قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا بانت لهم سنة صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عملوا بها، ولم يقدموا عليها قول أحد كائنا من كان، ويؤمنون بأن محمدا صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء والمرسلين، وأن أفضل أمته الخلفاء الراشدون ثم باقي الصحابة، كما يعتقدون بأنه صلى الله عليه وسلم أعلى مراتب المخلوقين " ومن أنفق نفيس أوقاته بالاشتغال بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم الواردة عنه فقد فاز بسعادة الدارين، وكُفي همه وغمه كما جاء في الحديث عنه " (٤) .


(١) حسين بن غنام: تاريخ نجد، تحقيق: ناصر الدين الأسد ص ٢٥٧ و٣٦٠.
(٢) سليمان بن سحمان: الهدية السنية والتحفة الوهابية النجدية ص ٨٧.
(٣) كمال السيد درويش: محمد بن عبد الوهاب والدعوة الوهابية ص ١٦٦ حتى ١٦٩.
(٤) سليمان بن سحمان: المصدر السابق ص ٤١ و ٩٣ و ١٠٨ و ١١٠ (مجموعة خطب ورسائل لعلماء الدعوة) .

<<  <   >  >>