للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ثالثا آثار السلف الصالح]

[الإمام أحمد بن حنبل]

ثالثا: آثار السلف الصالح: يهتم الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه من علماء الدعوة بالآثار الصحيحة التي وردت عن سلف الأمة الإسلامية المشهود لهم بالصلاح والعلم، وأهمهم طبقة الصحابة رضي الله عنهم، وطبقة التابعين وتابعيهم بإحسان، وخاصة الأئمة الأربعة المشهورون وهم (أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل) ، وكثيرا ما يجد الباحث في مؤلفات الشيخ وأتباعه من علماء الدعوة أقوالا لهؤلاء الأئمة وغيرهم مسرودة في مؤلفاتهم ورسائلهم لتأييد ما يوردونه من آراء (١) .

وقد تأثر الشيخ محمد بن عبد الوهاب بثلاثة من علماء السلف الصالح تأثرا كبيرا وهم: (أحمد بن حنبل، وأحمد بن تيمية، ومحمد بن القيم) .

* أما الإمام أحمد بن حنبل (١٦٤ هـ - ٢٤١ هـ)

فقد تأثر به الشيخ محمد بن عبد الوهاب في ورعه وتقواه وبعده عن المناصب، وفي كفاحه من أجل نصرة السنة ومحاربة البدع , وكان من الطبيعي تأثر الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالإمام أحمد بن حنبل نظرا لانتشار مذهبه في نجد منذ القرن العاشر الهجري -كما سبق - وكان المذهب الحنبلي أشد المذاهب إنكارا للبدع في الدين، كما كان أسبق المذاهب إلى الاجتهاد والتحليق في سماء الكتاب والسنة، وعدم الوقوف عند حدود ما استنبطه الأئمة، وقد تأثر الشيخ محمد بن عبد الوهاب بهذا كله (٢) ويصرح الشيخ وأتباعه من علماء الدعوة بأن مذهبهم في الفروع مذهب الإمام أحمد، ولا ينكرون من قلد غيره من الأئمة الأربعة , وإذا تبين لهم بدليل من الكتاب والسنة أن الحق بخلاف مذهب الإمام أحمد سارعوا إلى الأخذ به ولو خالف مذهب الحنابلة، أما في الأصول فمذهبهم مذهب أهل السنة والجماعة، وطريقتهم طريقة السلف ومنهم الإمام أحمد (٣) وحينما يحاول معاصرو الشيخ استدراجه للكلام في أسماء الله وصفاته يأخذ بطريقة الإمام أحمد في ذلك ويتمثل بأبيات منها هذا البيت:


(١) حسين بن غنام: المصدر السابق ص ٣٠٤-٣٠٧.
(٢) محمد أبو زهرة: ابن حنبل، عصره وحياته ص ٦ و ٣٩٠.
(٣) سليمان بن سحمان: المصدر السابق ص ٣٨.

<<  <   >  >>