للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للإسلام الحق - لا تتنافى مع التقدم الحضاري النافع إذا سار بهدى القرآن والسنة النبوية وآثار السلف الصالحين. ولعل الظروف الصعبة التي أحاطت بالدعوة وأتباعها في تاريخها الطويل هو الذي صرفها عن الأخذ بتلك الحضارة.

أما أن ينسب إلى الحضارة وأدواتها أنها ربما قامت عوائق في طريق الدعوات الدينية الإصلاحية السليمة - ومن أجل ذلك تفاداها محمد بن عبد الوهاب فإنه غير صحيح، إذ ربما كانت هذه الحضارة أيسر تسخيرا في التوصل السريع والنشر العاجل (١) .

وحينما عارض بعض جماعة (الإخوان) المتزمتين في عهد الملك عبد العزيز دخول أساليب الحضارة كالسيارة والتلغراف ونحوها قام علماء الدعوة في ذلك الوقت بإبطال اعتراضهم وبيان الحق في ذلك (٢) .

وأيا كان الأمر فإن مبادئ دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم تقف في يوم من الأيام حائلا أمام الأخذ بما ينفع في التقدم الحضاري بشرط ألا يكون ذلك مخالفا لأحكام الإسلام وتعاليمه (٣) ولعل ما تشهده المملكة العربية السعودية من تقدم حضاري - في هذا الوقت - في جميع مجالات الحياة خير شاهد على ما نقول.


(١) عبد العزيز سيد الأهل: المرجع السابق ص ١١.
(٢) جمعت رسائلهم وفتاويهم تلك في كتيب صغير اسمه: مجموعة رسائل وفتاوى مهمة تمس إليها حاجة العصر لعلماء نجد الأعلام، طبع بأمر الملك عبد العزيز في مطبعة المنار بمصر سنة ١٣٤٦ هـ.

(٣) محمد خليل هراس: الحركة الوهابية ص ٤٧ - ٥١.

<<  <   >  >>