للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتنطلق نظرة علماء الدعوة هذه من نظرة لهم عامة وهي: أنه لا يجوز طلب قضاء حاجة من الميت بل هو من الشرك , والأحسن الدعاء له والترحم عليه، فهو بحاجة إلى مثل هذا، أما الحي فيجوز الاستغاثة به فيما يقدر عليه؛ كأن تطلب من أحد الصالحين الأحياء الدعاء لك ونحو ذلك (١) .

وانطلاقا من إثبات علماء الدعوة الشفاعة للأنبياء والملائكة وللأولياء والأطفال فقد أثبتوا الشفاعة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة لأنها ثابتة في السنة الصحيحة، وقسموا شفاعته صلى الله عليه وسلم إلى ستة أنواع، وكلها تكون يوم القيامة وهي: الشفاعة الكبرى، وشفاعته لأهل الجنة بدخولها، وشفاعته لقوم من العُصاة من أمته ألا يدخلوا النار، وشفاعته في إخراج العُصاة من أهل التوحيد من النار، وشفاعته لقوم من أهل الجنة في رفع درجاتهم، وأخيرا شفاعته في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب، وهي خاصة به دون غيره من الكفار " (٢) .

ويقرر علماء الدعوة بأن سبب الحصول على شفاعته صلى الله عليه وسلم والطريق إليها هو اتباعه فيما جاء به قولا وعملا واعتقادا (٣) ولا يجوز طلبها من الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه، وإنما تطلبها من الله تعالى فتقول في دعائك: اللهم لا تحرمني شفاعته، اللهم شفعه فيَّ، وأمثال هذا الدعاء (٤) .

من هذا العرض لنظرة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب للشفاعة ندرك حرص علماء الدعوة - وعلى رأسهم الشيخ محمد - على حماية جناب التوحيد والابتعاد عن كل ما هو وسيلة إلى الشرك والغلو في الصالحين.


(١) المصدر نفسه ص ٨٣ و ٨٤.
(٢) عبد الرحمن بن حسن: فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ص ٢١١.
(٣) سليمان بن سحمان: المصدر السابق ص ١٦.
(٤) محمد بن عبد الوهاب: كشف الشبهات ص ٧٥.

<<  <   >  >>