للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السياسية (١) ذلك أن أصحاب هذه القبور متفرقون، كل فرقة تعظم قبرا لا تعظمه الفرقة الأخرى، وبينما أهل التوحيد يعبدون الله وحده ويتجهون إليه بكل أمورهم، فإذا ما انضم المجتمع الإسلامي كله إلى صف أهل التوحيد قويت وحدته الدينية التي على أساسها تقوم كل وحدة.

[رابعا البدع]

[مفهوم البدع ووقت ظهورها وبيان حكمها]

رابعا: البدع: يذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب في بعض رسائله أن كل محدثة في الدين بدعة، ويسمي الشيخ وأتباعه من علماء الدعوة هذه المحدثات بالدين باسم " البدع " (٢) مستدلين بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك.

وليس صحيحا ما ذكره بعض الباحثين من أن علماء الدعوة وأتباعها توسعوا في معنى البدعة فجعلوا من البدع عادات لا صلة لها بالعبادات كبعض أمور الملبس والمأكل (٣) وهذا هو الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ يقول في هذا الصدد: " الكلام في العادات لا في العبادات، والمباحث الدينية نوع والعبادات نوع آخر، فما اقتضته العادة من أكل وشرب ومركب ولباس ونحو ذلك ليس الكلام فيه "، ثم يعرّف البدعة بقوله: " والبدعة ما ليس لها أصل في الكتاب والسنة، ولم يرد بها دليل شرعي من هديه وهدي أصحابه "، وهذا هو الشيخ سليمان بن سحمان - أحد علماء الدعوة - يقول: " إن لبس العمائم والأردية والأزر وغيرها من العادات التي هي من قسم المباحات التي لا يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها لا من قسم العبادات " (٤) .

ويحدد الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب زمن ظهور البدعة بأنها ما حدثت بعد القرون الثلاثة الهجرية، ويحصرها بالبدع المتخذة دينا وقربة، أما ما لا يتخذ دينا وقربة فليس ببدعة، ومعنى ذلك أن البدع عنده محصورة في العبادات فقط.

ومنذ قيام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوته وهو يجاهد في محاربة البدع بكل


(١) منير العجلاني: مرجع سابق ص ٢٧١.
(٢) عبد الرحمن بن محمد بن قاسم: كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية ج١ ص ١٦ و ١٧ ط أولى.
(٣) انظر مثلا: محمد أبو زهرة: ابن تيمية عمره وحياته ص ٥٣٠ و ٥٣١.
(٤) منير العجلاني: المرجع السابق ص ٢٨٨.

<<  <   >  >>