للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما أن وصل هؤلاء الرجال إلى جزيرتهم حتى أخذوا بالدعوة هناك إلى التوحيد، وحاربوا البدع والخرافات في بلادهم، حتى صار لهم قوة كبيرة من الأتباع، اعتمدوا عليهم في محاربة خصومهم من غير المسلمين وهم (البتك) ، عند ذلك رأت حكومة الاستعمار الهولندي في إندونيسيا أن في هذه الحركة خطرا كبيرا عليها وعلى نفوذها السياسي والديني الصليبي في البلاد فبدأت في عام ١٨٢١ م بمناهضة هذه الدعوة بشدة، واستمرت المناوشات والحروب بين أتباع الدعوة وبين المستعمرين الهولنديين قرابة ستة عشر عاما، انتهت بالقضاء على نفوذ أتباع الدعوة السلفية في الجزيرة (١) .

وعلى الرغم من قضاء حكومة الاستعمار الهولندي على حركة الدعوة في (سومطرة) إلا أن أتباعها ظلوا متمسكين بها، واستطاعوا نشرها بالطرق السلمية ولاقوا في ذلك نجاحا كبيرا (٢) .

ومما هو جدير بالذكر أن اتصال مسلمي تلك الجزيرة وما جاورها بأصحاب الدعوة السلفية في الجزيرة العربية لم ينقطع بعد ذلك، فعندما دخلت الحجاز في حكم الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - عام ١٣٤٤ هـ وفد عدد كبير من طلاب العلم المسلمين من سومطرة وجاوة وجزائر الهند الشرقية إلى مكة والمدينة ودرسوا مبادئ الدعوة السلفية على شيوخ الدعوة، ثم عاد أكثرهم إلى بلادهم داعين للدعوة السلفية وناشرين لها، وكان لذلك دوره الكبير في تصحيح عقيدة المسلمين هناك من البدع والخرافات المنتشرة بينهم، وفي نشر دين الإسلام في تلك المناطق التي لم يصلها الإسلام بعد (٣) .

ويجب ألا ننسى أثر انتشار مجلة (المنار) هناك التي أسسها الشيخ رشيد رضا في مصر على انتشار الدعوة السلفية في أندونيسيا بشكل أكبر من ذي قبل (٤) .

[خامسا في التركستان]

خامسا: في التركستان: ففي سنة ١٢٨٨ هـ (١٨٧١ م) ظهر داعية للدعوة اسمه (صوفي بادال الخوقندي)


(١) محمد عبد الله ماضي: ج ٦ ص ٦٨.
(٢) توماس أرنولد: ص ٤١٠.
(٣) أحمد عبد الغفور عطار: ص ٢١٢.
(٤) محمد بن عبد الله السلمان، رشيد رضا ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رسالة ماجستير) ص ٣٦٣-٣٦٥.

<<  <   >  >>