للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالإجمال، ولا أثر لذلك في كتب موسى الخمسة، بل كل ما فيها مواعيد دنيوية للمطيعين وتهديدات دنيوية للعاصين.

٦ - ورد في إنجيل متى ١ / ١٣ -١٥ بعد اسم زَرُبّابل تسعة أسماء في بيان نسب المسيح عليه السلام، ولا ذكر لهذه الأسماء في كتاب من كتب العهد القديم.

وهكذا أحوال أخرى يصعب حصرها يثبت منها أن انفراد الكتاب المتأخر بذكر بعض الحالات التي لم تذكر في الكتاب المتقدم لا يلزم منه تكذيب الكتاب المتأخر، وإلا يلزم منه أن يكون الإنجيل كاذبا لاشتماله على حالات لم تذكر في التوراة ولا في كتاب آخر من كتب العهد القديم، والحق أن الكتاب المتقدم لا يلزم أن يكون مشتملا على جميع الحالات المذكورة في الكتاب المتأخر.

وأما طعنهم باعتبار أن بيان بعض الحالات في القرآن الكريم مختلف عن بيانها في كتب العهدين فلا حجة لهم في ذلك أيضا؛ لأن اختلافات فاحشة جدا وقعت بين كتب العهد العتيق بعضها مع بعض، وبين كتب العهد الجديد بعضها مع بعض، وبين كتب العهد الجديد والعهد القديم كما مر في الباب الأول، والنسخ الثلاث للتوراة (العبرانية والسامرية واليونانية) مختلفة فيما بينها اختلافات كبيرة، والأناجيل الأربعة (متى ومرقس ولوقا ويوحنا) مختلفة فيما بينها اختلافات كبيرة أيضا، لكن القسيسين يغمضون أعينهم عما في كتبهم من الاختلافات، ويتوجهون للطعن في القرآن الكريم لتغليط عوام المسلمين بهذه الشبهة، ومخالفة القرآن لكتبهم لا تضره؛ لأنه كتاب مستقل موحى به من الله، بل هذه المخالفة أكبر دليل قطعي على صدقه، وعلى وجود التحريف في كتبهم.

<<  <   >  >>