للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المداهنون يجعلون ألسنتهم طوع بغية الوجيه، ويعجلون إلى قول ما يشتهي إن يقولوه.

قال الماوردي - رحمه الله -: إن الإنسان وإن كان مأمورا بتآلف الأعداء، ومندوبا إلى مقاربتهم، فإنه لا ينبغي أن يكون لهم راكنا وبهم واثقا بل يكون منهم على حذر، ومن مكرهم على تحرز، فإن العداوة إذا استحكمت في الطباع صارت طبعا لا يستحيل، وجبلة لا تزول وإنما يستكفى بالتألف إظهارها، ويستدفع به أضرارها كالنار يستدفع بالماء إحراقها، ويستفاد به إنضاجها، وإن كانت محرقة بطبع لا يزول وجوهر لا يتغير وقد قال الشاعر:

وإذا عجزت عن العدو فداره ... وامزح له إن المزاح وفاق

فالنار بالماء الذي هو ضدها ... تعطي النضاج وطبعها الإحراق

<<  <   >  >>