للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وإن شئتم برهانا قريبا فاستذكروا قصة حاطب بن أبي بلتعة. . تلك الواقعة الصحيحة فهي صورة حية من صور الضعف البشري في لحظة من لحظات الزمن مع أنه الصحابي البدري، ولكبر الزلة قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: دعني أضرب عنق هذا المنافق، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم حين سأل حاطبا وأجابه. فقال عليه الصلاة والسلام: «لقد صدق ولا تقولوا إلا خيرا. أما علمت يا عمر أن الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» .

إن إقالة العثرة ليست إقرارا للباطل ولكنها إنقاذ للواقع فيه.

حكي أن أخوين من السلف انقلب أحدهما عن الاستقامة فقيل لأخيه: ألا تقطعه وتهجره؟ فقال: أحوج ما كان إلي في هذا الوقت لما وقع في عثرته أن آخذ بيده وأتلطف له في المعاتبة وأدعو له بالعودة إلى

<<  <   >  >>