للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال في النهاية: " هو الذي يتشدق في الكلام، ويفخم لسانه ويلفه كما تلف البقرة الكلأ بلسانها لفا (١) .

وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن من أحبكم إلي، وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون. . .» الحديث" (٢) .

قال ابن الأثير: الثرثار الذي يكثر الكلام تكلفا وخروجا عن الحق، والثرثرة كثرة الكلام وترديده، والمتشدق المتوسع في الكلام من غير احتياط واحتراز، ومثل المستهزئ بالناس يلوي شدقه بهم وعليهم. . . والمتفيهق الذي يتوسع في الكلام ويفتح فاه به، مأخوذ من الفهق، وهو الامتلاء والاتساع (٣) .

وقال في معنى صرف الكلام: ما يتكلفه الإنسان من الزيادة فيه على قدر الحاجة، وإنما كره لما يدخله من الرياء والتصنع، ولما يخالطه من الكذب والتزيد (٤) .

وعن معاوية رضي الله عنه قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم الذين يشققون الكلام تشقيق الشعر» (٥) وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «هلك المتنطعون قالها ثلاثا-» (٦) .


(١) النهاية (٢ / ٧٣) .
(٢) رواه أحمد (٤ / ١٩٣) من طريق مكحول عن أبي ثعلبة الحشني، ورواه الترمذي (البر - ٢٠١٨) من طريق مبارك بن فضالة حدثني عبد ربه بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن جابر به، ومبارك بن فضالة صدوق يدلس، لكن هذا صرح بالسماع، وقال الترمذي: حسن غريب.
(٣) النهاية (٣ / ٤٨٢) .
(٤) النهاية (٣ / ٢٤) .
(٥) رواه أحمد- (٤ / ٩٨) من طريق جابر بن عمرو بن يحيى- ولم أجده- عن معاوية رضي الله عنه به، وانظر: الآداب الكبرى (٢ / ٨٩ - ٩١) .
(٦) رواه مسلم، وقد تقدم.

<<  <   >  >>