للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووضحها، ثم بعد ذلك تركها وجحدها، وأعرض عنها وتناساها كأنه لا يعرفها، قال قتادة: " إياكم والإعراض عن ذكر الله، فإن من أعرض عن ذكره فقد اغتر أكبر الغرر" (١) .

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحيان يجعل خطبته أو جلها تلاوة سورة من القرآن لما يشتمل عليه من ابتداء الخلق والبعث، والحساب، والجنة، والنا ر، والترغيب والترهيب.

أخرج مسلم في صحيحه عن عمرة بنت عبد الرحمن رحمها الله عن أخت لها كانت أكبر منها قالت: «أخذت {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} [ق: ١] من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، وهو يقرأ بها على المنبر في كل جمعة» .

وعن أم هشام بنت حارثة بن النعمان رضي الله عنها قالت: «لقد كان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا سنتين أو سنة وبعض السنة، وما أخذت {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} [ق: ١] إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس» .

وعن صفوان بن يعلى عن أبيه رضي الله عنه: «أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ} [الزخرف: ٧٧] » (٢) . الزخرف-٧٧.

قال النووي رحمه الله في شرحه: " فيه القراءة في الخطبة، وهي مشروعة بلا خلاف، واختلفوا في وجوبها، والصحيح عندنا وجوبها، وأقلها آية " (٣) .

قال الشيخ عبد الله البسام: " وفيه مشروعية قراءة شيء من القرآن في الخطبة، وهي واجبة عند بعض العلماء، ومنهم الحنابلة، فلا بد من قراءة آية من كتاب الله، وفيه استحباب ترديد المواعظ لتذكير الناس في الخطبة، وأنفع


(١) تفسير القرآن العظيم (٣ / ٤٦٣) .
(٢) مسلم (الجمعة- ٦ / ١٦٠- ١٦٢) .
(٣) شرح مسلم (٦ / ١٦٠) .

<<  <   >  >>