للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بذلك ثلاث خلال: إيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحسن التشبيه (١) .

وليحذر الخطيب في هذا من الإكثار من الأمثال الشعبية، أو ذكر الأمثال الساقطة والمبتذلة، وما يشتمل على سوء أدب، أو إيذاء للأسماع، فإن ذلك سيئ الأثر على النفوس، وربما أدى إلى تثبيت وتأكيد مفاهيم اجتماعية خاطئة، أو مخالفة للشرع، ويكون الخطيب بذكرها أحد المروجين والناشرين لها، ولذلك فإن العلماء ذكروا لضرب المثل شروطا أربعة:

الأول: أن تكون روايته خالية من كل تعقيد ليفضي المقصود منه إلى ذهن السامع.

الثاني: أن لا يكون مسهبا مملا.

الثالث: أن يهيج السامع بطلاوته، ويفكه فكره بجزل كلامه، وابتكار معانيه، ويضبط عقله في فهم الرواية المختلفة، وفض مشكلها.

الرابع: أن يورد بصورة محتملة أي: مقبولة سواء من جهة اللفظ أم من جهة المعنى (٢) .

ولا ريب أن من أكثر الأمثال تأثيرا في نفوس. السامعين ما كان منتزعا من واقعهم لصيقا بعادتهم، سائرا في حياتهم معبرا عن مشكلاتهم.

[المطلب الثاني الاستشهاد بالشعر]

المطلب الثاني

الاستشهاد بالشعر ومما يزين الخطبة، ويزيد من التأثر بها لدى السامع استشهاد الخطيب بالشعر، إن الشعر في موضعه يشد السامع ويلهب عاطفته، ويحرك نفسه، وفي الحديث الصحيح عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن من الشعر لحكمة» (٣) .


(١) شرح كتاب الأمثال لأبي عبيدة (ص ٣) .
(٢) أنظر: جواهر الأدب للهاشمي (١ / ٢٦٠) .
(٣) أخرجه البخاري (الأدب- ما يجوز من الشعر ٦١٤٥) من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه.

<<  <   >  >>