للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمر تعالى في هذه الآية بالسعي إلى ذكر الله، وأمر بترك البيع، ومثله سائر الأعمال التي تشغل عن صلاة الجمعة، وهذا دليل على أن صلاة الجمعة بما يسبقها من استعداد، وترك للأعمال، وما يرافقها من خطبة، واستماع وإنصات تمثل شعيرة من شعائر الإسلام.

ووردت أحاديث كثيرة في منع الكلام والإمام يخطب، وفي الأمر بالإنصات والاستماع للخطبة.

منها ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة أنصت فقد لغوت» (١) .

وما رواه أبو داود، وابن خزيمة في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ومن لغى وتخطى رقاب الناس كانت له ظهرا» (٢) .

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يحضر الجمعة ثلاثة نفر، فرجل حضرها بلغو، فذلك حظه منها، ورجل حضرها بدعاء فهو رجل دعا الله، إن شاء أعطاه، وإن شاء منعه، ورجل حضرها بإنصات وسكوت، ولم يتخط رقبة مسلم، ولم يؤذ أحدا، فهي كفارة إلى الجمعة التي تليها، وزيادة ثلاثة أيام، وذلك بأن الله تعالى يقول: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: ١٦٠] » [الأنعام - ١٦٠] (٣) .

قال ابن القيم في تعداد خصائص الجمعة:


(١) البخاري (٣٤٣ / ٢) ومسلم (رقم ٨٥١) .
(٢) أبو داود (رقم ٣٤٧) وسكت عليه، وسكت عليه عبد الحق (الوسطى ٢ / ٩٧) ، ورواه ابن خزيمة (١٨١٠) واسناده حسن.
(٣) رواه أحمد (٢ / ٢١٤) وأبو داود (١١١٣) وإسناده حسن، وانظر: تخريج المشكاة (١ / ٤٤٠) تخريج الزاد (١ / ٤١٣) .

<<  <   >  >>