للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الممدوح، وربما إلى تأليهه وعبادته، كما وقع للنصارى مع عيسى عليه السلام، وكما وقع لطوائف من غلاة الرافضة، والمتصوفة، مع الرسول صلى الله عليه وسلم، أو مع آل بيته.

روى أحمد وأبو داود بإسناد جيد عن مطرف قال: قال لي أبي: «انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: أنت سيدنا، فقال: " السيد الله تبارك وتعالى "، قلنا: وأفضلنا فضلا وأعظمنا طولا، فقال: "قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرنكم الشيطان» (١) .

وعن أنس رضي الله عنه «أن ناسا قالوا: يا رسول الله، يا خيرنا، وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، فقال: " أيها الناس قولوا بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بن عبد الله، ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل» (٢) .

وعن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، فإنما أنا عبد الله ورسوله» (٣) .

وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: «سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يثني على رجل ويطريه في المدح، فقال: " أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل» (٤) .

وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: «أثنى رجل على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ويلك قطعت عنق صاحبك. . . ثلاثا " ثم قال: "من كان منكم مادحا أخاه لا محالة فليقل أحسب فلانا والله حسيبه، ولا يزكي على الله أحدا، أحسب كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك منه» (٥) .

وعن معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إياكم والتمادح فإنه الذبح» (٦) .


(١) المسند (٤ / ٢٥) ، سنن أبي داود (الأدب- ٤٨٠٦) ولفظه لا يستجرينكم.
(٢) رواه البيهقي بإسناد جيد.
(٣) رواه البخاري (الأنبياء- ٣٤٤٥) .
(٤) رواه البخاري (الشهادات- ٢٦٦٣) ومسلم (الزهد- ٣٠٠١) .
(٥) رواه البخاري (الشهادات- ٢٦٦٢) ومسلم (الزهد - ٣٠٠٠) .
(٦) ابن ماجه بإسناد حسن (الأدب- ٣٧٤٣) .

<<  <   >  >>