للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكرى تذكركم عقاب الله تعالى، وتخوفكم وعيده، {مِنْ رَبِّكُمْ} [يونس: ٥٧] يقول: من عند ربكم لم يختلقها محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يفتعلها أحد فتقولوا لا نأمن أن تكون لا صحة لها، إنما يعني بذلك جل ثناؤه القرآن، وهو الموعظة من الله (١) .

(ب) أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يعظ: ١ - قال الله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا} [النساء: ٦٣]

قال الطبري: يقول: فدعهم فلا تعاقبهم في أبدانهم وأجسامهم ولكن عظهم بتخويفك إياهم بأس الله أن يحل بهم، وعقوبته أن تنزل بدارهم، وحذرهم من مكروه ما هم عليه من الشك في أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم (٢) .

٢ - وقال جل وعلا: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ} [سبأ: ٤٦]

وقد امتثل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ربه فوعظ وذكر، فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا بوجهه فوعظ موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب» (٣) .

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا» (٤) .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «أشهد على النبي صلى الله عليه وسلم - أو قال عطاء: أشهد على ابن عباس - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ومعه بلال، فظن


(١) تفسر الطبري (٦ / ٥٦٧- ٥٦٨) .
(٢) المصدر نفسه (٤ / ١٥٩) .
(٣) رواه أحمد (٤ / ١٢٦) ، وأبو داود (السنة- ٤٦٠٧) والترمذي (العلم- ٢٦٧٦) وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (المقدمة- ٤٢) .
(٤) رواه البخاري (العلم رقم ٦٨) .

<<  <   >  >>