للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وآتيه» (١) وفي رواية: وسمعته يقول: «مررت ليلة أسري بي بأقوام تقرض شفاههم بمقاريض من نار، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون» ، وفي رواية أخرى، قال: «خطباء من أهل الدنيا، كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون» (٢) .

ولما كانت الخطابة من المهام القيادية في الأمة، وجب أن تكون مضبوطة بضوابط الشرع حتى لا يكون إفسادها أكثر من إصلاحها.

وكذلك لما كان الخطيب آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر فإنه ينبغي أن تتوفر فيه شروط الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، ومن أهم هذه الشروط أن يكون:

١ - متواضعا.

٢ - رفيقا فيما يدعو إليه شفيقا رحيما، غير فظ ولا غليظ القلب ولا متعنت.

٣ - عدلا صائنا نفسه عن أسباب الفسق، وما يجرح عدالته.

٤ - فقيها عالما بالمأمورات والمنهيات شرعا.

٥ - دينا نزيها عفيفا.

٦ - ذا رأي، وصرامة، وشدة في الدين.

٧ - قاصدا بذلك وجه الله عز وجل وإقامة دينه، ونصرة شرعه، وامتثال أمره، وإحياء سننه، بلا رياء، ولا منافقة، ولا مداهنة.

٨ - غير متنافس في الدنيا ولا متفاخر.

٩ - ممن لا يخالف قوله فعله.

١٠ - حسن الخلق (٣) .


(١) رواه البخاري بدء الخلق ٣٢٦٧، ومسلم الزهد ٢٩٨٩ من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه.
(٢) أخرجه أحمد (٣ / ١٢٠، ٢٣١) من حديث أنس رضي الله عنه، وفي الإسناد علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.
(٣) انظر: الآداب الشرعية (١ / ١٩١) .

<<  <   >  >>