للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من آثَار الضابط السابق فإن من صلحت نيته لم يِجرح أحدًا من الخلق، بل هدفه الإصلاح.

الضابط الثالث: البعد عن تصيد الأخطاء أو الإلزام بلوازم الأقوال والأفعال أو محاولة لي النصوص لتكون وسائل إدانة للمنصوحين.

الضابط الرابع: أن يكون الناصح لطيفًا في نصحه مبتعدًا عما يثير في المنصوح العناد أو التمادي على الباطل، وأن يهتدي بهدي سيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يوجه ويِنصح في الخطب فيقول في نصحه: (ما بال أقوام) , وقد ورد عنه هذا كثيرًا فمن ذلك قول عائشة رضى الله عنها: «صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ترخص فيه وتنزه عنه قوم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه فوالله إني أعلمهم بالله وأشدهم له خشية» (١) . بل صار ذلك منهجًا له فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان النبي صلى الله عليه


(١) رواه البخاري كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة: باب ما يكره من التعمق والتنازع والغلوا في الدين والبدع (١٣ / ٢٨٩) .

<<  <   >  >>