للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما أوردته المصادر التاريخية حول تكوين الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نجد والحجاز ما جاء في تاريخ ابن غنام، إذ يقول: " تلقى في طفولته العلم في بلدته العيينة، فحفظ القرآن قبل بلوغه العاشرة من عمره، وكان حاد الفهم، وقَّاد الذهن، سريع الحفظ، فصيحًا فطنًا، روى أخوه سليمان أن أباهما كان يتوسم فيه خيرًا كثيرًا، ويتعجب من فهمه وإدراكه مع صغر سنه، وكان يتحدث بذلك ويقول: إنه استفاد من ولده محمد فوائد من الأحكام، وكتب والده إلى بعض إخوانه رسالة نوه فيها بشأن ابنه محمد. . وكان والده آنذاك قاضي العيينة، فقرأ عليه في الفقه على مذهب الإمام أحمد، وكان رحمه الله - على صغر سنه - كثير المطالعة في كتب التفسير والحديث وكلام العلماء في أصل الإسلام، وكان - لسرعة كتابته - يكتب في المجلس الواحد كراسًا من غير أن يتعب، فيحار من يراه لسرعة حفظه، وسرعة كتابته.

فشرح الله صدره بمعرفة التوحيد ومعرفة نواقضه التي تضل عن سبيله، فأخذ ينكر تلك البدع المستحدثة من الشرك الذي كان قد فشا في نجد، ومع أن بعض الناس كان يستحسن ما يقول، غير أنه رأى أن الأمر لن يتم له على ما كان يريد، فرحل في طلب العلم إلى ما يليه من الأمصار، حتى بلغ فيه شأوًا فاق فيه شيوخه.

فبدأ بحج بيت الله الحرام، ثم أقام في المدينة المنورة حينًا أخذ فيه العلم عن الشيخ عبد الله بن إبراهيم النجدي، ثم المدني، وأجازه من طريقين، وهو والد إبراهيم بن عبد الله مصنف كتاب

<<  <   >  >>