للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خيار المسلمين، أدرك معاوية، ونفراً من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان يقرئ في مسجد دمشق، وكف بصره، فلما دخل عبد الله بن علي البلد قام يدخل البيت، فكدمته دابة، فمات؟ فقال أبو حاتم: نعم.

قال يونس بن ميسرة بن حلبس: خرجت عام توفي معاوية حاجاً، فإني لأسير إذ أدركني عبد الله بن عمر، فسلمن فرددت. ثم هازلني، فقال: جنادل بلادنا أكثر من جنادل بلادكم. فقلت: وثمار بلادنا أكثر من ثمار بلادكم. فقال: أجل. قلت: أخبرني عن ابن عمر؟ فقال: لو أقسمت بالله ما عمل ابن عمر منذ أسلم عملاً إلا الله لبررت.

قال ابن حلبس:

إن لقمان قال لابنه: يا بني ثق بالله، ثم سل في الناس: من ذا الذي وثق بالله فلم ينجه؟ يا بني، توكل على الله، ثم سل في الناس: من ذا الذي توكل على الله فلم يكفه؟ يا بني، أحسن الظن بالله، ثم سل في الناس: من ذا الذي أحسن بالله الظن فلم يكن عند حسن ظنه به.

وقال يونس بن حلبس: من عمل على غير يقين فباطل.

وقال: تقول الحكم: يتعنى ابن أدم وأجدني في حرفين. يعمل خير ما يعلم، ويذر شر ما يعلم.

وقال: أين إخواني؟ أين أصحابي؟ ذهب المعلمون، وبقي المتعلمون، ذهب المطعمون وبقي المستطعمون.

وقال: الزهد أن يكون حالك في المصيبة، وحالك إذا لم تصب بها سواء، وأن يكون مادحك وذامك في الخلق سواء.

وقال: إذا تكلفت ما لا يعنيك لقيت ما يعنيك.

<<  <  ج: ص:  >  >>