للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليها الشرك، والشهوة الخفية. قال مكحول: لا يجعل الله في هذه الأمة شركاً، قال: فقال أنس: وأنا من الأخرى أخوف. قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من ركب فرسه، ثم استعرض أمتي يقتلهم بسيفه خرج من الإسلام، وأما الأخرى فانطلاق الرجل إلى جاره يخالفه في أهله.

عن أبي الحريش الكناني قال:

كنا في سنة خمس وثلاثين ومائة، وعبد الله بن علي يومئذ بدابق على صائفة الناس، ومعه من أهل الشام وغيرهم نحو من مائة ألف قال أبو الحريش: أظنه عام عمورية قلنا: وما ذاك يا أبا الحريش؟ قال: غزونا الصائفة مع عثمان بن حيان في خلافة يزيد بن عبد الملك حتى نزلنا على عمورية، وأقام عليها ستة وثلاثين منجنيقاً، وجد في حصارها، وقتالهم. إذ خرج رجل منا من كنانة، من أهل فلسطين إلى البراز في دير الحبيش الذي دونها، فكلمه الحبيش، وقال له في ذلك قولاً أتانا به عنه، فذهبنا به إلى عثمان بن حيان، فأخبره بمقالته، فركب معه حتى وقف على الحبيش، وأمر صاحبنا أن يكلمه، فتقدم، فكلمه، فقال: إني قد أخبرت أميرنا بمقالتك، وها هو ذا قد أحب أن يسمعه منك. قال الحبيش: أجل، هو كما قلت لك، لا تقدرون على فتحها حتى يكون الذي يبعثكم رجلاً من أهل بيت نبيكم، وحتى يكون فيكم قوم شعورهم شعور النساء، ولباسهم لبالس الرهبان، فيومئذ يفتحونها. فوالله، لكأني أنظر إليهم يدخلونها من هذا الباب، ويخرجون من ذاك.

قال أبو الحريش: فعاد عثمان إلى منزله، وأمر بتحريق المجانيق، وأمر منادياً ينادي: يا أيها الناس، أصبحوا على ظهر مغيرين إلى داخل أرض الروم. ففعل الناس، فمضى، ثم قفل بنا.

قال ابن ماكولا: حريش: بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وبالشين المعجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>