للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أبو عبد الرحمن الأسدي]

أظنه الأزدي المذكور قبله. قال: كنت آخذ بيد سعيد بن عبد العزيز كل اثنين وكل خميس، نأتي المقابر، فقلت له: يا عم، ماهذا البكاء الذي يعرض لك في الصلاة، وأي شيء هذا؟ قال: وما سؤالك عن هذا يا بن أخي؟ قلت: لعل الله أن ينفعني. فقال لي: ما قمت في صلاة قط إلا مثلت لي جهنم.

[أبو عبد الرحيم الدمشقي]

حدث عن مكحول، قال: بينا سليمان بن داود على بساط من شعر، وأصحابه حوله، إذا مرت الريح فاستقبلته، وصارت الإنس والجن أمامه، والطير تظله، وإذا حراث يحرث على جانب الطريق. فقال الحراث: لو أن سليمان بن داود عندي؛ كلمته بثلاث كلمات. فأوحى الله إلى سليمان أن ائت الحراث. فركب على فرس له، وأتاه، وقال: يا حراث، أنا سليمان فقل ما أردت أن تقول. قال: وما علمك أني أردت أن أقول؟ قال: الله أعلمني. قال: أشهد له بذلك. قال: إني رأيتك فيما أنت فيه فقلت: والله، ما سليمان في لذة لذها أمس ولا نعيم نعمه؛ وأنا في تعب تعبته أمس وفي نصب نصبته إلا سواء. لا سليمان يجد لذة ما مضى، ولا أنا أجد تعب ما مضى. قال: وأخرى قلتها. قال: وما هي؟ قلت: سليمان يموت وأنا أموت. قال: صدقت. قال: يا سليمان، لكني قلت كلمة طابت بها نفسي، قلت: سليمان يسأل غداً عما أعطي وأنا لا أسأل. قال: فخر سليمان ساجداً عن فرسه يبكي وهو يقول: يا رب، لولا أنك جواد لا تبخل؛ لسألتك أن تنزع مني ما أعطيتني. فأوحى الله إليه: يا سليمان، ارفع رأسك، فإني لم أنعم على عبد لي نعمة، فتكون تلك النعمة رضى، فأحاسبه عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>