للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما أنشده لأبي عمرو بن العلاء: من المتقارب.

دع الهم بالرزق يا غافلاً ... فربك منه لنا قد فرغ

فمالك منه إذا ما افتكرت ... بعقل صحيح سوى ما مضغ

وجاز التراقي بلا مانع ... وفاتك بالجوف لما بلغ

فدع ذكر دنيا تبدت لنا ... كسم الشجاع إذا ما لدغ

فإني خلوت بذكري لها ... وخالفت إبليس لما نزغ

فألفيتها مثل ماء الإناء ... وكلب العشيرة فيه يلغ

فخليتها عن قلىً كلها ... وعللت نفسي بأخذ البلغ

وأنشدوا لأبي عمرو بن العلاء: من الكامل

أبني إن من الرجال بهيمةً ... في صورة الرجل السميع المبصر

فطن بكل مصيبة في ماله ... فإذا يصاب بدينه لم يغفر

قال أبو سعيد الرازي: قدم علينا أبو عمرو بن العلاء الكوفة على محمد بن سليمان، فكنت أجالسه، فذكر يوماً أهل البصرة فقدمهم على أهل الكوفة فجعلت أرد عليه، وأقدم أهل الكوفة. فقال أبو عمرو: لكم حذلقة النبط وصلفها، ولنا دهاء فارس وأحلامها. فأردت أن أقول له: ولكم حدة الخوز ونزقها، فاستحييت منه. فقال لي ابن ثروان مولى قريش: لوددت أنك قلتها له، وأني غرمت ألف درهم. توفي أبو عمرو بن العلاء سنة أربع وخمسين ومئة. وقيل: سنة سبع وخمسين ومئة. قالوا: وهو ابن ست وثمانين. قال وكيع بن الجراح: قرأت على قبر أبي عمرو بن العلاء بالكوفة: هذا قبر أبي عمرو بن العلاء، مولى بني حنيفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>