للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيخ كان يشبه برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

كان معاوية يقوم لشيخ في منزله إذا دخل عليه، فقيل له: أتقوم لهذا الشيخ، وأنت أمير المؤمنين؟! قال: نعم، لأني رأيت فيه مشابهاً من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأنا أقوم لذلك لا له. قال: وهذا الرجل هو كابس بن ربيعة، وهو في حرف الكاف.

[رجل قاص]

من أهل الأردن. قال أبو عبيد الله: كنا مع معاوية بالجابية، وكان يخرج إليها إبان العشب، وفينا رجل يقص علينا من أهل الأردن، إذ قام رجل من ناحية الناس فقال: ألا أخبركم بكلم يهتز لها عرش الرحمن وشجر الجنة؟ قلنا: بلى. قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير. يهتز لها عرش الرحمن وشجر الجنة. ثم قال في إثر ذلك: سبحان الله وبحمده، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي الكبير، أعوذ بوجه الله الكريم من عذابه الأليم.

[رجل من تيم الله بن ثعلبة]

أوفد زياد إلى معاوية وفداً من أهل البصرة، فيهم رجل من بني تيم الله بن ثعلبة من بكر بن وائل، فلما دخلوا على معاوية قام التيمي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أمير المؤمنين، إن السامع المطيع لا حجة عليه، وإن السامع العاصي لا حجة عليه، وإن الله إذا أراد بقوم خيراً ولي أمرهم علماؤهم، وقضى بينهم فقهاؤهم، وجعل الأموال في سمحائهم، وإذا أراد بقوم سوءاً، ولي أمرهم سفهاؤهم، وقضى في الأحكام جهلاؤهم، وجعل الأموال في بخلائهم. فاحفظ معاوية. ثم دعا له على رؤوس الناس بعطية جزيلة. فقال: خذها يا أخا بني تيم، أبخيل لنا؟ فقال: سبحان الله، إذا لم تكن بخيلاً فأخاف أن تكون

<<  <  ج: ص:  >  >>