للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأغضيت العيون على قذاها ... ولم أنظر إلى قال وقيل

[رجل من كلب]

دخل على معاوية فقال: يا أمير المؤمنين، إن لي في بيت مال المسلمين حقاً ولي رحم. فقال: أما ذكرت فيما لك في بيت مال المسلمين فقد عرفناه، وأما رحمك فما هي؟ قال: إن أم إلياس بن مضر كانت امرأة من كلب. فقال معاوية: وأبيك، لقد متت برحم بعيدة. وعنده ابن عباس، فقال: لا تقل ذلك يا أمير المؤمنين، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن الله ليعذب على قطيعة الرحم التي تلقاك إلى ثلاثين أباً، فقال له: الله عليك، لقد سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: الله علي، لقد سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: سل حاجتك. قال: مئة ألف أشتري بها داراً. قال: هي لك. قال: مئة ألف أقضي بها تجاراً. قال: هي لك. قال: مئة ألف أشتري بها عقاراً. قال: هي لك. قال ابن الأعرابي: يا أبه، أبرمت أمير المؤمنين. قال: فنتف رأسه بيده ثم قال: اسكت، إنما أمير المؤمنين كما قال خال بني جبار: من الوافر

نميل على جوانبه كأنا ... إذا ملنا نميل على أبينا

نقلبه لنخبر حالتيه ... فنخبر منهما كرماً ولينا

[رجل من همدان شاعر]

كان لمعاوية فرس يقال له البشير قد سبق عليه سوابق أهل الشام، فقيدت إليه في خلافة عثمان أفراس العرب في حلبة استعد لها معاوية، وقدم رجل من مدد همدان، فرأى الناس يحفلون نحو الحلبة. فقال لهم: ما هذا؟ فأخبر فبادر إلى معاوية بفرس يقال له المستطير، قدم راكباً عليه من اليمن فقال: أيها الأمير، قدمت الساعة من

<<  <  ج: ص:  >  >>