للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أعرابي من كلب]

كان عبد الملك بن مروان قد ولى صدقات كلب رجلاً من بني أمية، وكانت الروم قد نزعته، وكان أشقر عصباً فدخل أعرابي جلف جاف على عبد الملك في خفة الناس فقال: يا إنسان، إنك مدبر مربوب قال: أجل، فما تشاء. قال: أحتجبت بهذه المدرة، ووليت خطابنا أصهب عصباً كالقرعوس، طمطمانياً أطوماً كأن وجهه جهوة قرد قد قشر بصرها، وكأن فاه سرم أتان قد قاشها عير فهي ترمز، إن كشرت بسر وإن خاطبت نهر، وإن بالغت زبر فلا الكلام مدفوع ولا القول مسموع، ولا الحق متبوع ولا الجور مردوع، ولنا مقام فيه ينص الخصام، وتزحف الأقدام، وينتصف المظلوم، وينعش المهضوم، ها إن ملكك هناك زائل، وعزك حائل، وناصرك خاذل، والحاكم عليك عادل. فاكبأن عبد الملك، وتضاءلت أقطاره، وترادفت عبراته في صدره. ثم قال: لله أبوك، أي ظلم نالك منا حتى أجاءك إلى هذا المقال. قال: ساعيك في السماوة، نهاره لهو، ورأيه لغو، وغضبه سطو، يجمع المناقط، يحتجن المشايط، ويستنجد العمارط. فأمر عبد الملك بصرف العامل.

نفسر ذلك: العصب: الصمم. والقرعوش: والد البختية وهو لا ينجب

<<  <  ج: ص:  >  >>