للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال لي: قم بنا نصير إلى الساحل، فمضينا، فنحن في الطريق إذا امرأة تصرخ في غابة، وإذا معها شرطي، قد صحر حمارها، وهو يراودها عن نفسها، فصرخت، فصاح به ال

رجل مرتين أو ثلاثاً، فتهاون بكلامه ولم ينته. قال أبو الحارث: فرأيته يحرك شفتيه فإذا الشرطي يغيب في الأرض، وأنا أنظر إليه، فسقطنا جميعاً، فما أفقت إلا بعد مدة، فقمت وأنا أقول: لا إله إلا الله. فقال الرجل: لا إله إلا الله. فمضيت وقلت: ليس أصحبك بعد هذا. فقال: إيه. ورأيته مثل النادم على فعله، وبقي كأنه مستعتب من فعله.

[رجل صالح]

كان بجبل لبنان، تطوى له الأرض من يومه إلى بيت المقدس. قال أبو الحارث الأولاسي: فصرت إليه، فإذا هو رجل قد التبس سلامه. فسألته: من أين المطعم؟ فدعا بظبية كانت قريباً منه في الجبل، فجاء بها إلى صخرة فيها نقرة، فحلبها عليها، وسقاني من اللبن.

[رجل]

كان بدمشق له بغل يكريه من دمشق إلى تل الزبداني، ويحمل عليه الناس، فذكر أنه أكرى بغلة مرة من رجل يحمل عليه متاعاً له، فلما صار خارج الدرب، لقيه رجل وسأله أن يحمله على رأس الحمل بأجرته، قال: فرغبت في الكراء وحملته ولزمت المحجة فلما صرنا ببعض الطريق قال لي: هل لك أن تأخذ بنا هذا الطريق فإنه مختصر ونحن عند مفرق طريقين، فقلت له: أنا لا أخبر هذا الطريق ولا أعرفه. فقال: أنا أعرفه، وقد سلكته مراراً كثيرة. قال: فأخذت الطريق، فأشرفت على موضع وعر وحش وواد عظيم هائل، واستوحشت ونظرت يمنة ويسرة فلا أرى

<<  <  ج: ص:  >  >>