للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكل جواد عثرة، ولكل شجاع سهوة ولكل صارم نبوة، ولكل حليم زلة، ولكل مذنب توبة قال: لا نقيلك عثرتك، ولا تقبل توبتك، ولا يغفر ذنبك.

قال: أصغني سمعك.

قال: قد أصغيتك سمعي.

وأقبلت عليك وأنا ممضٍ فيك أمري.

قال: أصلح الله الأمير، أنت منهج السالكين، غليظ على الكافرين، رؤوف بالمؤمنين، تام السلاح، كامل الحلم، راسخ العلم، فكن كما قال الأخطل.

قال: وما قال؟ قال: قال: " من البسيط "

شمس العداوة حتى يستقاد لهم ... وأعظم الناس أحلاماً إذا قدروا

قال: ليس هذا حين المزاح، اليوم أروي من دمك السلاح.

قال له: قد قال الله عز وجل: " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " قال: فأطرق طويلاً ثم قال له: أخبرني بأصدق بيت قاله الشاعر فأنشأ يقول: " من الطويل "

وما حملت من ناقةٍ فوق رحلها ... أبر وأوفى ذمةً من محمد

ولا فقد الماضون مثل محمد ... ولا مثله حتى القيامة يفقد

قال: صدقت.

فرجا أيوب أن يكون له عنده فرج.

قال: أخبرني بأشكل بيت قاله الشاعر فأنشأ يقول:

حبذا رجعها يديها إليها ... في يدي درعها تحل الإزارا

ثم قال: أخبرني بأسير بيت قاله الشاعر.

قال:

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود

قال: فأخبرني بأكرم بيت قاله الشاعر.

قال: " من الوافر "

<<  <  ج: ص:  >  >>