للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلاة، فإذا فرغ يسبح ويكبر ويهلل حتى يرجع إلى أهله.

قال: فمر علينا ذات يوم ونحن عند أبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء: كلمة منك تنفعنا ولا تضرك؟ قال: بعثنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سرية، فلما قدمنا جلس رجلٌ منهم في مجلسٍ فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: يا فلان لو رأيت فلاناً طعن ثم قال: خذها وأنا الغلام الغفاري، فما ترى؟ قال: ما أراه إلا قد حبط أجره.

قال: فتكلموا في ذلك حتى سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصواتهم فقال: " بل يحمد ويؤجر ".

قال: فسر بذلك أبو الدرداء حتى هم أن يجثو على ركبتيه، فقال: أنت سمعته مراراً؟ قال: نعم، قال: ثم مر علينا يوماً آخر فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك؟ قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " نعم الرجل خريم الأسدي، لو قص شعره وشمر إزاره ".

فبلغ ذلك خريماً، فعجل فأخذ شفرةً فقص من جمته ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه.

قال: فدخلت على معاوية، فرأيت رجلاً معه على السرير، شعره فوق أذنيه، مؤتزراً إلى أنصاف ساقيه.

قلت: من هذا؟ قالوا: خريم الأسدي.

قال: ثم مر علينا يوماً آخر فقال أبو الدرداء: كلمة منك تنفعنا ولا تضرك؟ قال: نعم، كنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال لنا: " إنكم قادمون على إخوانكم، فأصلحوا رحالكم ولباسكم، حتى تكونوا في الناس كأنكم شامة؛ فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش ".

[بشر بن مروان بن الحكم]

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو مراون الأموي القرشي، أخو عبد الملك وعبد العزيز ومحمد.

ولاه أخوه عبد الملك المصرين: الكوفة والبصرة.

وكان كريماً ممدحاً.

وداره بدمشق بعقبة الصوف، وإليه ينسب دير بشر الذي عند حجيرا.

وأمه قطية بنت بشر بن عامر ملاعب الأسنة أبي براء بن مالك بن جعفر بن كلاب.

وقطية بضم القاف وفتح الطاء وتشديد الياء باثنتين من تحتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>